يوم الأحد 10 يناير/ كانون الثاني من هذا العام 2021، وبدون سابق إنذار أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وضمن أدارة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب.
قرار واشنطن إدراج جماعة أنصار الله (الحوثيين) وثلاثة من أبرز قادتها في اليمن ضمن قائمة المنظمات الارهابية وسيدخل القرار حيز التنفيذ بمجرد مصادقة الكونغرس عليه.
وقال بومبيو إنّ الهدف من القرار هو تحميل حركة الحوثيين مسؤولية “أعمالها الإرهابية، بما فيها الهجمات العابرة للحدود التي تهدّد المدنيين والبنى التحتية وحركة الشحن التجاري”.
على الفور أثار القرار ردود فعل ذهبت في ثلاث اتجاهات. الأول انتقد والثاني ندد والثالث رحب.
ولكن حقيقة هذا القرار ،أنه سيعود بعواقب إنسانية وسياسية وخيمة على الوضع في اليمن مثل ما عبر عنه المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك ، حيث كان على رأس المنتقدين .
وعبر أيضاً ،عن مخاوفه من سلبيات القرار على “واردات المواد الغذائية الأساسية وجهود استئناف العملية السياسية.”
إن اعتبار الحوثيين “إرهابيين” سيعود بعواقب إنسانية وسياسية وخيمة على الوضع في اليمن
ستيفان دوجاريك.. المتحدث باسم الأمم المتحدة
وفي واشنطن عبر نواب أميركيون بارزون عن رفضهم لقرار خارجية بلادهم بحكم أنه قد يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية. وقال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي إن “تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية هو حكم بالإعدام على آلاف اليمنيين”.
ولم يسلم القرار الأمريكي من انتقادات عدد من المنظمات الإنسانية الدولية المنخرطة في تقديم الدعم لليمنيين.
وكما حذر مسؤول أخر بارز في الأمم المتحدة من أن خطة الولايات المتحدة لتصنيف حركة “أنصار الله” الحوثيين”جماعة إرهابية”، قد تؤدي إلى “مجاعة على نطاق لم نشهده منذ ما يقرب من 40 عاماً”.
وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك في مداخل له أمام مجلس الأمن ، إنّ منح الوكالات الإنسانية إعفاءات لتوصيل المواد الأساسية إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، لن يساعد في تفادي الكارثة.
وحذّر لوكوك أنّ نحو 50 ألف يمني “يعانون من الجوع لدرجة الموت، ما يعني مجاعة على نطاق صغير”، وأنّ “5 ملايين شخص باتوا على عتبة المجاعة” أيضاً.
وقال بومبيو وزير الخارجية الأمريكي إن الولايات المتحدة تتفهّم هواجس هيئات الإغاثة العاملة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون ويعيش فيها الجزء الأكبر من السكان. وأضاف أن بلاده ستعمل على الحدّ من التأثير السلبي على ما أسماه “النشاط الإنساني وبعض الواردات إلى اليمن”، من خلال منح تراخيص واعفاءات.
وكما غرّد لوكوك وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ في تغريد سابق له على تويتر : “تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين كجماعة إرهابية قد يكون القشة الأخيرة التي تنقل اليمن من مجاعة محدودة، إلى مجاعة ضخمة بالفعل”.
وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية لوكوك في مداخله له اما الأعضاء في مجلس الأمن إنّ الإجراءات المقترحة من قبل بومبيو في منح تصاريح لمنظمات الاغاثة لن تساعد في تفادي المجاعة في بلد يستورد 90 بالمئة من احتياجاته الغذائية، حيث تشير التقديرات إلى أنّ 16 مليون شخص من سكانه يعانون من الجوع بالفعل.
وأضاف: “ما الذي قد يساعد في تفادي المجاعة؟ تراجع (الولايات المتحدة) عن التصنيف”.
وأشار لوكوك إلى أنّ معظم المواد الغذائية في اليمن، مستوردة عبر القنوات التجارية.
وتابع: “لا يمكن لوكالات الإغاثة – لا يمكنها ببساطة – أن تصير بديلة عن منظومة الاستيراد التجاري”.
وقد بادر بعض الموردين، والمصارف، وشركات الشحن والتأمين، إلى إخطار شركائهم اليمنيين بأنّهم “يخططون لمغادرة اليمن بالكامل”، بحسب لوكوك.
وأوضح أنهم يخشون “المخاطرة الكبيرة” أو مواجهة مشاكل بسبب “الإجراءات التنظيمية الأمريكية ما قد يتسبّب في إفلاسهم أو سجنهم”.
ويقدّر التجار الراغبون في مواصلة العمل، بأن ترتفع التكاليف بنحو 400 بالمئة، ما قد يجعل الغذاء باهظ الثمن بالنسبة لعدد كبير من اليمنيين.
تعليقاً على القرار الصادر بحقها ،ماذا قالت جماعة انصار الله ..وردت ؟
نددت جماعة أنصار الله بالقرار الأمريكي.وعلق القيادي محمد علي الحوثي، عبر تغريدة نشرها في حسابه على “تويتر”: “أمريكا هي مصدر الإرهاب، وسياسة إدارة ترامب إرهابية وتصرفاتها إرهابية”. وأضاف القيادي الحوثي أن الجماعة تحتفظ بحق الرد على أي تصنيف يصدر من الإدارة الأمريكية في حقها.
من جانب اخر ، وموخراً اوضح بعض المواطنين ان الاجراءات التي اتخذتها أدارة الرئيس الامريكي السابق ترامب ، بدات تظهر حيث طالت تلك الاجراءات معاملتهم المالية وسبب في عرقلت ارسال واستلام حوالات مالية وغيرها كانوا يقوموا بها بشكل طبيعي قبل صدور القرار . وان القرار اصبح حقيقاً يستهدف اليمنيين بشكل مباشر وليس فقط انصار الله (الحوثيين).
للمزيد من الاخبار المحلية التي تختص بالشأن اليمني ، أضغط هنا.