خبراء بـ”الدولى للاتصال الحكومى 2023″: العولمة فى خطر ولا سبيل أمام العالم سوى التكامل

خبراء بـ”الدولى للاتصال الحكومى 2023″: العولمة فى خطر ولا سبيل أمام العالم سوى التكامل

أكد خبراء اقتصاديون وصناع قرار عالميون أن العولمة التي ساهمت في خدمة اقتصادات الدول ورفعت دخل الفرد العالمي أكثر من أربعة أضعاف ما كان عليه سابقا، أصبحت اليوم في خطر نتيجة تراجع النمو وتزايد مؤشرات الركود. الركود والتضخم بسبب الأحداث الجيوسياسية العالمية والمنافسة التجارية بين القطبين. جلوبال سنترال، وأشاروا إلى أن معالجة التضخم الاقتصادي تتطلب وقف الانقسام والتنافس الاقتصادي بين الصين والغرب وتحقيق التكامل بين الأسواق، بالإضافة إلى الحفاظ على المكاسب التي حققها الاقتصاد نتيجة العولمة التي خدمت المستثمرين وفتحت المجال أمامهم. أسواق العالم للجميع.

جاء ذلك خلال جلسة «التحديات الاقتصادية.. من يتحدث عن الفيل في الغرفة؟» ضمن فعاليات اليوم الأول من «المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2023» الذي انطلقت فعالياته اليوم تحت شعار «موارد اليوم.. ثروات الغد» في مركز إكسبو الشارقة، حضر الجلسة ديفيد داوكوي لي، أستاذ الاقتصاد بجامعة تسينغهوا، والدكتورة رجاء المرزوقي منسقة. الجنرال ورئيس فريق التفاوض الخليجي، والأستاذ الدكتور فان قانغ أستاذ الاقتصاد بجامعة بكين ورئيس معهد التنمية الصيني، ويدير الجلسة عبدالله المديفر مقدم برامج وإعلامي سعودي.

البداية كانت جائحة كورونا

قال لي ديفيد داوكوي: «إننا نشهد انكماشاً في اقتصاد الصين وتضخماً في بقية الدول بسبب السياسات التي اتبعتها بعض الحكومات، وعلى رأسها الولايات المتحدة، خلال أزمة الوباء، حيث تم إصدار سندات مصرفية تعادل ألف دولار أميركي». ربع الدخل السنوي للفرد، ورغم الهدف المعلن من إصدار السندات وهو توفير… برامج تحفيزية لدعم المجتمع، إلا أن المشكلة لم تكن السيولة. وكانت النتيجة عكس ما كان متوقعا، وارتفعت معدلات التضخم».

وأضاف: «الحل يكمن في الخطط طويلة المدى التي تضعها الحكومات لرفع دخول الأفراد وتحفيز الاقتصاد وتحفيز الإنتاج وتحفيز الصادرات وبالتالي خفض مستويات التضخم». وتابع دوكوي لي: “إضافة إلى التدابير المحلية، يجب علينا أن نقف بجرأة في مواجهة واقع انقسام العالم وتأثيره على دخل المجتمعات ومستويات معيشتها، وعلينا أن نعمل بشكل عاجل على إنشاء أطر مثمرة للتعاون والشراكات”. لأن المنافسة والانقسامات تمنع الحلول السريعة للأزمات الاقتصادية.

الشفافية وتوقعات المجتمع

من جانبه قال الدكتور رجاء المرزوقي: إن الأسوأ من حدوث التضخم هو توقعات المجتمع بشأن التضخم، مما يساهم في زيادة اضطراب الأسواق ويدفع نحو الركود، وهو ما يؤكد أهمية الشفافية في تواصل الحكومات مع مجتمعاتها ، حتى يعملوا على إدارة توقعاتهم وتجنب ردود الفعل التي تؤدي إلى مثل هذه المواقف. هذه الأوقات تؤدي إلى تأخير عودة التوازن بين العرض والطلب”.

وذكر أن العالم سارع إلى تبني سياسات أثرت على العرض والطلب وأدت إلى التضخم، وأن رفع أسعار الفائدة بشكل كبير ومفاجئ لا يوفر حلولاً مستدامة للأسواق، لافتاً إلى أهمية الاستثمار في الربط العالمي وتكامل الأسواق لأن فالحدث الاقتصادي لم يعد محلياً في تأثيراته، فالأزمات اليوم أصبحت تنتقل بين الأسواق في غمضة عين، وبالتالي فإن النمو والاستقرار في السوق الواحدة ينعكس إيجاباً على العديد من الأسواق في العالم أيضاً.

وشدد المرزوقي على أن العولمة ستظل مفيدة للاقتصادات المحلية، وأشار إلى أهمية المصداقية والوضوح وتوفير البيانات وتحديد السياسات القادمة من قبل صانع القرار، لأن المستثمر لا يفضل الكلام الغامض.

دور أساسي للاتصال الحكومي

من جانبه قال البروفيسور الدكتور فان جانج: إن التضخم يرتبط بالاستهلاك، ويؤثر بشكل كبير على الأفراد والشركات لأن الجميع يواجه ارتفاع التكاليف، وتتحمل الحكومات المزيد من الأعباء في مرحلة التضخم، مما يجعل دور الاتصال الحكومي أساسياً في تعزيز العلاقة والثقة بينهما.” وبين المجتمعات عند حدوث أزمات التضخم.

وشدد فان قانغ على أهمية فهم وتحليل الأسباب الأساسية للتضخم، والمشاكل التي تؤثر على سلاسل التوريد، والخلل بين العرض والطلب، وأسباب الخلل بينهما، وعندما نعرف جذور المشكلة نمضي قدما لحلها.