أرشيف الدستور الأردنى يفضح المخطط القديم لتهجير الفلسطينيين.. قصة مانشيت عمره 53 عام

أرشيف الدستور الأردنى يفضح المخطط القديم لتهجير الفلسطينيين.. قصة مانشيت عمره 53 عام

وقبل عدة عقود، وثقت صحيفة الدستور الأردنية تحركات ومخططات إسرائيلية تهدف إلى تهجير 300 ألف مواطن فلسطيني من قطاع غزة إلى خارج الأراضي المحتلة. وهي نفس الخطة التي سعى عدد كبير من قادة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة إلى تنفيذها لإفراغ القضية الفلسطينية من محتواها والقضاء على أي محاولات لإقامة الدولة. دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967.

نشرت صحيفة الدستور منذ سنوات مقالا رئيسيا تحت عنوان “بداية تفريغ قطاع غزة من سكانه”. وينسجم هذا المقال مع طبيعة المرحلة الحالية التي تشهدها القضية الفلسطينية، بما في ذلك المخططات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية نحو الأردن، وسكان قطاع غزة نحو مصر، وهو ما رفضته القاهرة. وعمان في تصريحات رسمية صادرة عن قيادتي البلدين.

وفي يونيو/حزيران 1967، مع احتلال إسرائيل لقطاع غزة، برزت مسألة وجود 400 ألف لاجئ فلسطيني في القطاع كعائق ديموغرافي يمنع حكومة الاحتلال من ضم القطاع والتهامه. ما جعل هذه القضية حاضرة بقوة على طاولة الحكومة الإسرائيلية التي بدأت بمناقشة خياراتها، وأولها مشروع توطين اللاجئين في العريش، فيما ذهب عدد من الوزراء في تلك الحكومة إلى توسيع خيارات الاستيطان في مناطق أخرى. مناطق سيناء.

وجاء اقتراح سيناء من صاحب أول مشاريع الاستيطان بعد الاحتلال عام 1967، الوزير في تلك الحكومة يجال ألون، الذي جاء باقتراح نقل اللاجئين إلى ثلاث مناطق في العريش، بتمويل يهودي، وبتمويل يهودي. المرحلة الأولى تبدأ بـ 50 ألف. كما تناول الوزير إلياهو ساسون علاقة مصر بقطاع غزة، وشدد على ضرورة منع مصر من التدخل في القطاع. ولولا «وجود 400 ألف لاجئ، لما سمحت مصر للشقيري بإقامة تنظيم عسكري وألوية «مقاتلة».. ما يهمني هو التأكيد على فصل قطاع غزة عن مصر».

ورغم أن الخطة لم تنفذ لأسباب تتعلق بالتوازنات الإقليمية ورفض مصر المطلق لها، إلا أنها ظلت حاضرة بقوة في العقل والسلوك السياسي الإسرائيلي. وفي عام 1971، قام أرييل شارون باقتلاع 12 ألف لاجئ من قطاع غزة ووضعهم في مراكز لجوء أخرى في سيناء. لكن مصر حافظت على موقف حازم تجاه هذه المحاولات، وأصبح رفض التوطين في سيناء جزءا ثابتا من العقيدة الأمنية والسياسية للدولة المصرية.

لاحقاً، ومع تصاعد قضية قطاع غزة والعمل المقاوم فيه، أصبح القطاع هاجساً أمنياً وسياسياً لإسرائيل، وهو ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير جيش الاحتلال الأسبق، إسحاق رابين، إلى القول: “أنا آمل أن أستيقظ يوما ما وأجد أن البحر قد ابتلع غزة”، ولهذا السبب كانت غزة أيضا أول من انسحب. من إسرائيل مع عملية التسوية.