وزير الداخلية التونسى: عدم الاستقرار فى دول جنوب الصحراء الأفريقية يؤدى لتفاقم الهجرة

وزير الداخلية التونسى: عدم الاستقرار فى دول جنوب الصحراء الأفريقية يؤدى لتفاقم الهجرة

وأضاف الفقي -في فيديو نشرته الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية التونسية على فيسبوك- أن هذه الهجرة هي نتيجة لعملية تخريب المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لهذه الدول. أما تونس فتجد نفسها في موقف دولة تتحمل عبئا كبيرا، والوضع أنها في وضع اجتماعي واقتصادي يشعر به المواطن. التونسي قبل أي مواطن آخر.

وأوضح أن الدولة التونسية أعلنت منذ البداية صرختها واعتبرت أن هذه الهجرة لا يمكن مواجهتها إلا من خلال معالجة أسبابها. لكن تونس لا تستطيع إلا أن تدافع عن حدودها، ولا يمكنها أن تكون حارسة لحدود الآخرين إلا بقدر ما تحرس حدودها. ولذلك يجب على التونسيين تطبيق قوانينهم الداخلية في هذه الهجرة.

وقال إن استيعاب المهاجرين عملية طبيعية لجميع الدول، لكنها تتم حسب قدرة هذه الدولة على استيعاب المهاجرين. وهناك مهاجرون أفارقة غير شرعيين يريدون الاستقرار في تونس، لكن التونسيين لا يستطيعون استيعاب سوى عدد قليل منهم، نظرا لأن تونس ليست في حالة ازدهار اقتصادي مستدام.

وأشار إلى أن تونس اليوم في وضع صعب، فلا يمكن أن تستوعب هذا العدد وهذه الكمية من المهاجرين الأفارقة القادمين من جنوب الصحراء الكبرى والساحل، بقدر ما نستطيع مساعدة بلدانهم الأصلية على تنمية اقتصاداتها. وتحسين أنظمتهم الاجتماعية والسياسية، بقدر ما نسعى إلى حل مشكلة الهجرة. ما دامت الحلول دائمة.

وأشار إلى أن حزمة المساعدات الأوروبية هي في الواقع جزء مهم منها تم الاتفاق عليه قبل إبرام الاتفاق الأخير، أي بروتوكول إعلان النوايا، وهو ما يعترض عليه جزء من الاتحاد الأوروبي، ولكن في الأساس هذا الاتفاق سيأخذ مكانه. طبعاً، مع العلم أن حزمة المساعدات التي تم الإعلان عنها لم يتم إقرارها. ولتنفيذه بعد، ننتظر تفعيل الاتفاق بشكل إيجابي وسريع.

وبخصوص رفض نواب من البرلمان الأوروبي دخول تونس، أوضح الوزير أنه يجب التمييز. أما الوفد الذي يدعي تمثيل البرلمان الأوروبي فهو لا يمثل البرلمان الأوروبي. وهم أربعة ممثلين يعملون بشكل مستقل وشاركوا في الحملة الموجهة ضد السلطات التونسية في إطار تشويه واسع للدولة. قدمت الحكومة التونسية وسياسات الحكومة التونسية تجاه المهاجرين الأفارقة العديد من المغالطات واستقبلت العديد من الأشخاص الذين أساءوا إلى سمعة تونس في إطار حسابات سياسية ضيقة. وقرر هؤلاء الممثلون الأربعة القيام بالزيارة بشكل مستقل ولم يبلغوا السلطات التونسية مسبقا واعتبروا أنفسهم ضيوفا على أساس أنهم كانوا يجرون محادثات مع بعض المنظمات التونسية وليس مع السلطات التونسية، وبالتالي فإن تواجدهم على الأراضي التونسية غير مرغوب فيه.

أما الوفد الذي يعتزم التوجه إلى تونس والذي أعلنت عنه مفوضية الاتحاد الأوروبي، فبيان الدولة واضح ويطلب التأجيل لدراسة النقاط التي يجب التفاوض بشأنها بشأن الاتفاق.

وعن الإجراءات الاحترازية المتخذة ضد بعض العناصر، أوضح الوزير أن هذه الإجراءات تأتي حفاظاً على حق الدولة في ملاحقة المطلوبين للقضاء.

وقال إن بعض الأشخاص مدرجون في التحقيقات ونخشى احتمال خروجهم من الأراضي التونسية، وفي إطار قانون الطوارئ يمكن لوزير الداخلية أن يصدر قرارا بوضع شخص تحت الإقامة الجبرية لمدة محددة. وهو إجراء عادل وعادي، وهو قانون تونسي لم نطرحه إلى الآن. وهو قانون ساري المفعول منذ فترة طويلة. والمعارضة القديمة، التي تدعي أنها المعارضة اليوم، طبقت نفس القانون على معارضيها ولم تغير هذا القانون.

وأوضح أن بعض الأشخاص يزعمون أن احتجازهم يأتي في إطار حصار الرأي، وهذا غير صحيح، فهناك قانون ينظم التعامل والتفاعل داخل شبكات التواصل الاجتماعي، وكذلك استغلال وسائل الإعلام، و يجرم هذا القانون إمكانية الاعتداء على الأشخاص في حياتهم الخاصة وفي حياتهم الخاصة، أو الإضرار بسمعة الموظفين والأشخاص العموميين والسلطات العامة إذا كان مبنياً على تشويهات غير مقبولة أخلاقياً أو أعمال لتشويه الناس، وهذا أمر غير مقبول، في العالم أجمع، وليس في تونس فقط.