صحيفة فرنسية: إسرائيل تستخدم الذكاء الاصطناعى لقصف غزة

صحيفة فرنسية: إسرائيل تستخدم الذكاء الاصطناعى لقصف غزة

وأوضحت الصحيفة الفرنسية -في مقال لها اليوم الأربعاء، حول تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة- أن القنابل تنهمر من جديد على القطاع، حيث لا يزال المدنيون يتعرضون لقصف الطائرات والمدفعية الإسرائيلية. ويبدو أن الهدنة التي استمرت أسبوعا وانتهت في الأول من ديسمبر/كانون الأول، بعيدة المنال بالفعل، حيث أعلنت حكومة قطاع غزة، أمس الاثنين، حصيلة ما يقرب من شهرين من الغارات: أكثر من 16 ألف قتيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. بالإضافة إلى ذلك، هناك حوالي 7000 شخص في عداد المفقودين، ربما تحت الأنقاض، بينهم 4700 امرأة وطفل.

وأشارت إلى أن هذه النتيجة لا يقابلها سوى عدد قليل من صراعات القرن الحادي والعشرين، إن وجدت، خلال هذه الفترة القصيرة من الزمن. لافتا في هذا الصدد إلى أن الغارات التي تستهدف قطاع غزة تمنع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) المسؤول عن التوقف عادة عن جمع المعلومات عن ضحايا الاحتلال والصراع، بدلا من القيام بعمله المعتاد. .

ورأت الصحيفة أن المجزرة التي تعرض لها المدنيون في قطاع غزة ليست محل نقاش، ولم تعد محل نقاش حقيقي. وحتى رئيس الدولة العبرية بنيامين نتنياهو اعترف في تصريح لشبكة “سي بي أس” الأميركية بأن الجيش الإسرائيلي فشل منذ أسابيع في الحد من الخسائر في صفوف المدنيين.

وأشارت إلى أنه خلال شهر ونصف (قبل الهدنة مباشرة)، تعرض أكثر من نصف المباني في شمال قطاع غزة للدمار أو لأضرار جسيمة، كما دمرت أجزاء كاملة من الأحياء، بما في ذلك البنية التحتية كافة. وقد ثبتت هذه الكثافة – النادرة. لقصف غزة بشكل واضح… حيث أكد الجيش الإسرائيلي نفسه أنه تم ضرب 15 ألف هدف بعد 35 يوما من الحرب، في 10 تشرين الثاني/نوفمبر، كما تم إطلاق 90 ألف قذيفة مدفعية عيار 155 ملم حتى 28 من الشهر نفسه… موضحا أن هذه الأرقام ، والتي… لم يتم تحديثها بشكل كبير منذ ذلك الحين، ولا تزال غير منشورة. بل وأكثر من ذلك عندما ننظر إلى حجم الجيب المكتظ بالسكان.

من جانبه، أشار كبير الباحثين في مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية، فيليب جروس، الذي أمضى 9 سنوات في مديرية الاستخبارات العسكرية بالجيش الفرنسي، إلى أن 15 ألف ضربة في مثل هذه المنطقة الصغيرة يعد رقما قياسيا.

وقالت ليبراسيون: “بصرف النظر عن عدد الضربات، فإن طبيعة التفجيرات لم تعد مرتبطة بشكل كبير بما كانت تفعله إسرائيل في عام 2021، ولا بالتكتيكات التي استخدمتها الدول الغربية في العراق أو أفغانستان أو سوريا”، مشيرة إلى أنه في وفي الوقت الذي أكد فيه قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عمر تيشلر، الذي لا يستهدف المدنيين في قطاع غزة، اعترف في 11 تشرين الأول/أكتوبر الماضي أن الضربات لم تعد “جراحية”. وقبل أيام، أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاجاري، أن «الأولوية هي إلحاق الضرر، وليس الدقة».

وأشارت الصحيفة إلى أنه من أجل تدمير حماس، قام الجيش الإسرائيلي بتغيير نموذجي شمل استخدام قنابل مدمرة بشكل خاص. يُظهر تحليل الغارات المختلفة، مثل تلك التي وقعت في مخيم جباليا في 31 أكتوبر/تشرين الأول، استخدام قنابل الهجوم المباشر المشترك بوزن 900 كيلوغرام (قنابل أمريكية موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي) على بيئة حضرية. العيار المستخدم لتدمير أنفاق حماس، عدة أمتار تحت الأرض، لكن قطره له تأثير مدمر، كما يتضح من الإحصائيات المستقلة لمنظمة “الحروب الجوية” غير الحكومية، التي أحصى ما بين 126 إلى 136 قتيلا في الغارات على مخيم جباليا وحدها، حيث تم استخدام قنبلة واحدة. هذا النوع على الأقل، واستخدام ما يسمى بـ”القنابل الغبية”، وهي قنابل غير موجهة (على عكس قنابل JDAM) مصممة في الخمسينيات وليست دقيقة للغاية، تم تسجيلها من قبل العديد من الباحثين.

وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي نفذ هذه الوتيرة المحمومة من الضربات، باعتراف الجيش الإسرائيلي نفسه، الذي أكد ذلك في تصريحاته من خلال استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وهو مجال تعتبر قوات الدولة العبرية رائدة فيه. هذه الفكرة، التي كانت حتى وقت قريب تنتمي إلى الخيال العلمي، أصبحت الآن حقيقة واقعة.

وأشارت إلى أنه في السياق العسكري، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل عدد كبير جدًا من البيانات المستمدة من المعلومات الاستخباراتية (أو اللوجستية في حالات معينة)، وتقدير سريع لآثار الخيارات الاستراتيجية المحتملة المختلفة، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يستخدم خيارين: أدوات في سياق الهجمات التي تم تنفيذها منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي… الأول يُعرف باسم “الإنجيل” (أو “الحبسورة”)، ويهدف إلى اقتراح الأهداف الأكثر صلة بالهجوم، ضمن بيئة محددة.

أما الثاني، فهو “Fire Factory”، ويستخدم لتحسين خطط الهجوم للطائرات والطائرات بدون طيار، في الوقت الفعلي، اعتمادًا على طبيعة الأهداف المختارة. وستكون الخوارزمية مسؤولة عن حساب كمية الذخيرة المطلوبة، أو تحديد الأهداف لمختلف الطائرات والطائرات بدون طيار، أو تحديد الترتيب الأكثر صلة. مع الهجمات.

ونقلت الصحيفة عن ضباط استخبارات سابقين انتقدوا العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وشبهوا العملية بـ”مصنع اغتيالات جماعية”.

وقالت الصحيفة إن “استخدام إسرائيل للحلول التكنولوجية يفسر كيف تمكن الجيش الإسرائيلي من قصف قطاع غزة بهذه الوتيرة المحمومة (6000 قنبلة في الأيام الستة الأولى وحدها، بحسب الجيش الإسرائيلي)”.